قيل أن هناك غزال جاء ليشرب من بنع ماء ، وكان ذلك النبع به أشجار عالية ، فوصل الغزال إلى النبع وشرب منه ، وعندما قفل راجعاً وجد ذئب في الطريق ، فخاف الغزال وفكر كيف يهرب من ذلك الذئب قبل أن يفترسه ، فرجع الغزال مسرعاً وصعد إلى أحدى الأشجار التي كانت بقربه ، فجاء الذئب حتى وصل إلى تحت الشجرة ، وهو لا يستطع الصعود للشجرة ، فقال الذئب للغزال : أنزل فعندي مفاجأة لك ، فقال الغزال : وما هي المفاجأة ؟ فقال الذئب : الآن أنا راجع من اجتماع عقدته كل الحيوانات وقررنا عدم أكل بعضنا ، واتفقنا بأن نحب بعضنا ونلعب مع بعضنا بعض ، فقال الغزال : أنت تكذب أيها الذئب اللعين ، فقال الذئب : لقد حضر بنو عمك الاجتماع أسألهم عندما تلتقي معهم ، فقال الغزال : ومتى التقي معهم وأنت تنتظرني لأنزل وتأكلني ، قال الذئب : لم يعد حيوان يأكل حيوان يا صاحبي ، فأنزل حتى نلعب سوياً في الماء ، فنظر الغزال بعيداً وقال : هل حضر كل الحيوانات الاجتماع الذي أخبرتني عنه ؟ قال الذئب : نعم كلهم ، ففكر الغزال في حيلة تنجيه من الذئب ، فنظر الغزال إلى الذئب وقال : إذن هناك كلب ( سلوقي ) قد جاء مسرعاً فلننتظره حتى يصل ونسأله عن الاجتماع إذا كان صحيحاً ، وبعدها نلعب سوياً ، فخاف الذئب وهرب مسرعاً ، فقال له الغزال : ما بك أيها الذئب ؟ ألم تقل أنك قادم من اجتماع الحيوانات الذي قررتم فيه عدم أكل حيوان لحيوان ؟ فقال الذئب وهو يجري بسرعة : الكلب ( السلوقي ) لم يحضر الاجتماع ؟ وإني أخاف أن يقتلني ، فضحك الغزال وعرف أن ذلك الذئب كان يكذب وكان ينوي افتراسه وأكله ، وبعد أن ابتعد ذلك الذئب ، نزل الغزال من الشجرة وذهب إلى حال سبيله .