كمتابعين للكيبوب لا بد وأنكم لاحظتم اهتمام الكوريين باليابان وبشكل كبير لدرجة أنهم يُصدرون ألبومات خاصة باللغة اليابانية ويُقيمون جولات غنائية حصرية هناك.. حتى أنهم يستقطعون من وقتهم لأشهر أو سنوات للترويج في اليابان فقط.
لكن لماذا كل هذا الإهتمام الخاص باليابان هل هو حباً بالدولة نفسها؟ هل هو حباً بشعبها؟ للأسف كلا ولربما ستُصدمون حين تعلمون بأن الكوريين في الواقع لا يحبون اليابانيين ويملكون حقداً دفيناً عليهم (بسبب غزو اليابان لهم قديماً) لكن الهدف الحقيقي من تهافت الفرق الكورية على اليابان هو الربح المادي فقط لا غير.
على الرغم من أن أغلب الفرق الكورية لا يتقنون اليابانية ولا يتحدثونها حتى بإستثناء أقلية قليلة يعدون على أصابع اليد الواحدة إلا أن الوكالات لا تنفك ترسل فرقها لليابان بشكل مستمر ومزعج حتى لليابانيين أنفسهم.. لدرجة أن الموجة الكورية تلقّت انتقادات واسعة من قِبل الصحافة اليابانية وقد تكونت نوادي معارضة لهذه الموجة وأصبح لديهم كارهين يحاولون مقاومة زحف الفرق الغنائية الكورية لدولتهم.. لكن الكوريين مستمرين وغير مبالين بكل تلك الإنتقادات التي يتعرضون لها.. كل هذا من أجل المال والمال فقط لا غير.
ما يثير استياء اليابانيين هو أن المغنين أنفسهم لا يجيدون اليابانية فحين يصدرون أغانيهم فهم يصدرون أغاني مشوهة بنطق غريب ومضحك.. وحين يرغب المعجبين بالتواصل معهم أو حين يجرون مقابلاتهم فهم بحاجة إلى مترجم خاص. لهذا لا يُنظر للفرق الكورية بإحترام هناك إلا أن الصحافة الكورية تحاول تلميع شهرة الكيبوب في اليابان والمبالغة في وصف نجاح بعض الفرق مثل فرقة سنسد وكارا.
لكن السؤال هنا لماذا اليابان بالذات؟ حسناً لتعلموا أن ثاني أكبر سوق موسيقي في العالم هو السوق الياباني بعد الولايات المتحدة الأمريكية. فالكوريين مهما فعلوا في دولتهم فلن يحققوا أرباحاً مرضية أبداً لأن السوق الكوري ضعيف والسبب في هذا هو أن أغلب الكوريين لا يملكون ثقافة الشراء القانوني مثل اليابانيين فتجدوهم يستغنون عن شراء الأغنية من خلال تحميلها مجاناً على سبيل المثال.
وهذا يوضح لنا أيضاً سؤالنا الثاني وهو لماذا لا يحدث العكس؟ لماذا لا نرى فرق يابانية تستهدف كوريا؟ الجواب بكل بساطة هو:
أولاً: اليابانيين مستغنين ومكتفين بسوقهم.. حتى أنهم لا يكلّفون أنفسهم باستهداف أسواق أخرى مثل امريكا والتي لطالما حاول الكوريين استهدافها لكن دائماً ما تبوء محاولاتهم بالفشل.
ثانياً: السوق الكوري غير مربح ولن تكون هناك أي فائدة تُذكر لليابانيين إن حاولوا استهدافه.
على الرغم من انزعاج اليابانيين من موجة الكيبوب المتدفقة إليهم إلا أن هناك بعض الفنانين الذين حققوا نجاحاً حقيقياً في اليابان مثل فرقة TVXQ والمغنية BoA لدرجة أنهم يُعاملون كفنانين يابانيين لا كوريين.