الصحبة أو الصداقة ذلك العالم المليء بالمشاعر الدافئة و الأحاسيس الأخوية
عالم يستهوى كل إنسان للبحث عن صاحب أو أخ يشد به أزره و يفضى إليه بمكنون نفسه
و الصحبة الصالحة حديقة يانعة ,مزهرة يتمتع فيها الإنسان بزهورها و يرتاح لشذى عطرها .
أما الصحبة السيئة فإنها حديقة شائكة لا تمتع النظر و لا تشم لها إلا رائحة الخطر .
قال الشافعي : { لولا القيام في الاسحار و صحبة الأخيار ما اخترت البقاء في هذه الديار }
فالأصدقاء يقضى معهم الإنسان أوقاتا أكثر مما يقضيها مع أهله فأحيانا يكون السهر معهم
و الأكل معهم و السفر معهم , و الصحبة إما إن تكون سفينة نجاة أو تكون غواصة تغوص
بالإنسان إلى الأعماق المظلمة المهلكة و كثيرا من الشباب من يصر على مرافقة صحبة
السوء رغم علمه بسلوكياتهم المخالفة للشرع أحيانا , و المتناقضة مع العادات أحيانا أخرى
ظانا منه إن لديه مناعة كافية تصمد في وجه ميكروبات تعاملاتهم و أفكارهم .
ناسيا انه إن لم يتأثر مرات فسيتأثر مرة واحدة و تكون هي القاضية
يقول ابن القيم الأصدقاء ثلاثة :{الاول أحدهم كالغذاء
لابد منه
و الثاني كالدواء يحتاج إليه في وقت دون وقت
و الثالث كالداء لا يحتاج إليه قط }
فالصحبة السيئة رمال متحركة رغم جمال منظرها و حلاوة المشي عليها إلا انه لا يدرى
متى تفاجئه هذه الرمال و تتحرك لتسحبه إلى القاع و الهاوية المفجعة
و تكون هي القاضية .
فهل يجب لمخاطرة و المشي على الرمال المتحركة ؟؟؟!!!
يعجبنى قول الشاعر :
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم *** ولا تصاحب الردئ فتردى مع الردى
و رسول الله و معلم البشرية يقول :
{ أنما مثل الجليس الصالح و الجليس السوء كمثل حامل المسك و نافخ الكير
فحامل المسك إما أن يحذيك و إما تبتاع منه و أما أن تجد منه ريحا طيبة ,
و نافخ الكير إما أن يحرق ثيابك و إما أن تجد منه ريحا خبيثة }