أنا حقا لا أصدق ما يحدث لي … هل … هل أنا أحلم أم ماذا ؟؟؟
أسرعت إلى غرفتي بالطابق العلوي و ارتميت على فراشي و بدأت بالبكاء ….
صرخت بأعلى صوتي:” قذر..”
بقيت على حالتي لوهلة ثم مسحت دموعي التي لم تجف بعد … ثم أخذت الحقيبة الصغيرة الموضوعة فوق الرف … فتحت خزانتي ثم قمت بوضع بعض الملابس بشكل عشوائي داخلها و قمت بإقفالها ثم خرجت من المنزل ….. لكن قبل أن أغلق الباب صرخت قائلة:” هه….حقا عليك تصديق ذلك القذر عاشق المال …”
أغلقت الباب و خرجت قبل سماع أي إجابة …. أنا لا أحتاج ذلك …
إن الوقت متأخر بالفعل …. و أنا كنت أمشي بالشارع وحيدة أجر حقيبتي و دموعي تنزل دون توقف …. إنني حقا منهكة …. صداع قوي أصابني خاصة و أنني لم أتناول دوائي ….. بتّ أشعر بالدوار …. مع الرأية الضبابية بسبب الدموع … لم أعد أعرف أين أنا …. فقط أمشي دون وجهة معينة ….
فجأة إصدمت بأحدهم و سقطت على الأرض …
:” ه-هل أنت بخير ؟؟”
كان هذا آخر ما سمعته قبل أن يصبح كل شيء أسود
-
فتحت عيني تدريجيا بسبب الضوء القوي المسلّط لها …. رفعت يداي و فركت عيناي قليلا ثم أبعدتهما … كدت أتساءل عما حصل لولا أنني تذكرت الأمر …. لكن مهلا … أين أنا ؟
أنا لا أعرف هذا المكان …
نظرت حولي فوجدت نفسي في غرفة نوم … يطغي عليها اللون الأزرق الفاتح جدا …. لون يشعرك بالراحة …. كان الغرفة تحتوي على عدد صغير من الأثاث إلا أنه كان أثاثا راقيا …. الغرفة تدل على أن صاحبها منظم للغاية ….
وقفت عن الفراش و قمت بترتيب شعري الطويل ثم بدأت أتقدم نحو الباب لأفتحه
:”أوووتش”
تبا …. ألام رأسي …. إنه شيء مزعج حقا …
وضعت يدي اليمنى على رأسي و خرجت محاولة معرفة المكان الذي أنا به الآن ……
جلت بنظري هنا و هناك ..
البيت يشبه غرفة النوم….
أثاث قليل لكنه باهظ الثمن … و ألوان تبعث على الراحة ….. لابد و أن صاحب الشقة ثري ….
من السهل معرفة ذلك خاصة بما أنني ابنة السيد تشوي و أنا ريثة شركة تشوي لصنع الهواتف ….
شممت رائحة أكل لذيذة … اااه أنا لم آكل شيئا منذ البارحة …
حاولت إيجاد مكان المطبخ عبر إتباع مصدر الرائحة … لم يكن من الصعب إيجاده …
دخلت و رأيت شابا يقف أمام الغاز يطبخ …. كان طويلا …. جدا …. أطول مني بكثير طبعا …. شعره باللون البني الفاتح …
لم أعرف ما يجد ربي فعله الآن أنا حتى لا أعرف هذا الشخص …
فجأة سمعته يقول:” هل إستيقظت ؟؟؟”
أوووه … لقد أخافني … كيف أحس بوجودي ؟؟
:” أ-أجل..”
:” حسنا يمكنك الجلوس على الطاولة … سيجهز الإفطار بعد دقيقة “
قال هذا و هو لا يزال على حاله …. كيف يبدو يا ترى ؟؟؟
لم أستطع قول شيء و توجهت نحو الطاولة …. بعد لحظات وضع أمامي طبق من الطعام …. رفعت رأسي لأرى شابا في غاية الوسامة …. ملامح لطيفة لكن عينان تعكسان بعض البرود ….
وضع صحنه على الطاولة و جلس على الطاولة أمامي فقلت بتردد:” ش-شكرا … لك “
:” ألا تتذكرين ما حدث البارحة ؟”
:” كل ما أتذكره أنه أغمي علي “
:” حسنا سنتحدث بعد الأكل … لا بد و أنك جائعة”
نظر نحوي و ابتسم ابتسامة دافئة أبعدت ذلك البرود عن عينيه للحظات … لكن سرعان ما غاب ذاك الدفئ ليعود له البرود القاتل …. ابتسمت بالمقابل و لم أقل شيئا…
أمسكت بالشوكة و نظرت نحو الطبق …. يبدو لذيذا ….. لكنني حقا و رغم جوعي لا أشعر برغبة بالأكل …. كم أتمنى أن أنسى ما حدث لي …
كنت فقط أحرك الشوكة بالطبق دون وضع أي شيء بفمي …
نظر ذلك الشاب نحوي و قال:” لم يعجبك الأكل ؟؟”
:” ليس الأمر كذلك لكنني لا أشعر برغبة بالأكل … “
:” حسنا إذن”
كان هذا ما قاله قبل أن يأخذ كلا الطبقين إلى المطبخ …. ثم توجه نحو غرفة الجلوس و جلس على أريكة جلدية فخمة و قال:” ما الذي حدث البارحة ؟؟ هل أنت حقا بخير ؟؟”
لا أعرف لما أحس أن هذا الشاب غريب …
أجبته و أنا أتوجه نحوه ثم أجلس بجانبه على الأريكة:” لقد خرجت من منزلي وكنت أبكي كما كنت متعبة و أعاني من آلام رأسي فأغمي علي …. يحصل هذا كثيرا إذا لم أتناول دوائي “
:” هل تعانين من شيء ما ؟؟”
:” ليس فعلا … لكن آلام رأسي مزمنة …. لا أستطيع التخلص منها…”
:” أنا كريس…. ما اسمك ؟”
:” أنا ها جين … تشوي هاجين “
:” ألست ابنة صاحب شركة صنع الهواتف الذي توفي منذ سنة ؟”
:” أجل إنها أنا… هل تعرف والدي ؟؟ “
:” أنا كريس وو …. مدير شركة صنع الحواسيب “
:” أووه تشرفنا “
:” بالمناسبة هل تتناولين دواءا محددا أجلبه لك ؟؟”
:” لا تتعب نفسك سأغادر “
:” ألم تقولي أنك تركت المنزل ؟؟؟ لكن هل كل شيء بخير ؟؟ أنت حتى لم تأكلي “
:” لا بأس سأجد مكانا أقيم فيه شهرا … ثم كل شيء سيكون بخير “
:” يمكنك البقاء هنا إن أردت “
:” لكن … سأزعجك … ثم أنا لا أعرفك ..”
:” أنت حرة … لكن أعتقد ان من حقي معرفة ما حدث لك فقد جلبتك البارحة .. لقد كنت بحالة يرثى لها “
:” أظن أنك محق … أنا …. في الحقيقة ….” تنهّدت ” بعد موت والدي تولت أمي إدارة الشركة و بعد أشهر جلبت عشيقها … إنه مجرد رجل فاسد قذر يحب المال … لطالما كرهته …. إنه … إنه وضيع … البارحة … حاول …حاول أن …. يعتدي علي.. لكن عندما قدمت أمي و اخبرتها قلب هو الأمر و ادعى أنني أتودد إله … المشكلة أن امي صدقته .. حتى انها قامت بصفعي … إنها أول مرة ترفع فيها يدها علي….”
كنت أتكلم و انا أبكي بشدة … لما يحدث هذا …. لقد … لقد كنا سعداء كثيرا عندما كان أبي معنا … لما على الأمور أن تنقلب هكذا … ثم أمي التي انجبتني تعاملني بقساوة و تصدق رجلا نذلا …. هذا حقا كثير …
بكيت كثيرا ثم قلت:” فقط شهر …. و سيتغير كل شيء”
كريس:” شهر ؟؟؟ و ما الذي سيحدث ؟”
:” مذ كنت صغيرة كان أبي يقول لي أنني سأتولى العمل بالشركة عندما يصبح عمري 24 …. بعد موته كانت وصيته أن تتولى أمي عمل الشركة إلى أن يصبح عمري 24 ثم ستتحول الشركة و كل الأملاك لي … أنا بعد شهر أتم سنتي الرابعة و العشرون أستطيع حينها استرجاع الشركة التي أصبح عشيق أمي يستغلها”
كريس:” لما لا تبقين معي ؟؟؟ سيكون من الصعب العثور على مكان للبقاء فيه لشهر … ثم أن هذا الرجل قد يبحث عنك و يجدك …. كذلك عندما تسترجعين شركتك سأساعدك في تعلم كيفية تسييرها ما رأيك ؟؟”
هل هو جاد ؟؟؟ لكن لما ؟؟
نظرت له ثم قلت :” ل-لكن ؟؟”
:” إن كنت لا تثقين بي لما أخبرتني بما حدث لك … ثم هنا سيكون مكان آمن لك … ما رأيك ؟؟؟ آآه و أنت لن تزعجيني لا تقلقي “
:” هل أنت متأكد ؟؟”
ابتسم ابتسامة خاطفة للأنفاس و قال:” لا بأس”
من دون وعي اندفعت نحوه و عانقته و قلت:” شكرا لك … شكرا جزيلا “
لم تمر لحظة حتى تداركت الأمر فابتعدت عنه بخدود حمراء و قلت:” ش-شكرا ل-لك “
هذه المرة لم يمحو تلك الإبتسامة عن شفتيه و قال:” حقيبتك التي كنت تحملينها في الغرفة التي نمت بها … يمكنك الإستحمام الحمام بالجانب الأيسر من الغرفة .. أنا سأذهب للعمل … ااه ما هو الدواء الذي تتناولينه سأشتريه لك ؟؟”
:” إنه ******* “
كريس:” حسنا … أرجو أن لا تشعري بالملل وحدك ”
:” لا تقلق لن أشعر بذلك “
غادر هو بعد أن غير ملابسه ليرتدي بذلة سوداء راقية و بعد أن وضع بعض العطر و بقيت أنا بالمنزل ..
أول شيء فعلته هو أنني تجولت في أنحاءه لاستكشافه … ثم توجهت نحو الحمام و اغتسلت …
مر الوقت و لم اعرف ما الذي أفعله …. شاهدت التلفاز طويلا …
قررت أخيرا أن أعد بعض الطعام … هو قام بالطبخ من أجلي بالصباح … الآن دوري …. ثم بما أنني سأعيش هنا علي المساعدة …..
توجهت نحو المطبخ و فتحت الثلاجة و بعض الرفوف … ممتاز …. كل شيء موجود أستطيع طبخ شيء ما …
-
مرت الأيام …. أنا هنا منذ أسبوعين تقريبا …. تعرفت على شخصية كريس جيدا …. إنه أحيانا متقلب …. فقد يبتسم لك لكن بسرعة البرق يعود للبرود …. لكن رغم هذا يحمل قلبا دافئا …..
في الحقيقة … لقد أصبحنا مقربين من بعضنا البعض الآن …
-
كريس:” هاجين-آه ما رأيك بمشاهدة فلم ؟؟ “
هاجين:” واااح رائع أحب الأفلام”
كريس :”جيد … لقد اشتريت فلما اليوم لنشاهده معا”
هاجين:” اامم ما رأيك أن نعد أولا بعض الفشار ؟؟ “
كريس:” هيااا”
توجهنا نحو المطبخ و قمت بطبخ الفشار بينما كان هو فقط يشاهد
قلت له:” يااااا قم بمساعدتي … أستكتفي بالمشاهدة ؟؟”
كريس:” أنا سأجلب الأطباق “
هاجين:” و هل عمل كبير تساعد به ؟؟”
نظر نحوي ثم أشار للأطباق الموضوعة بالرف العلوي و قال:” تستطيعين الوصول إليهم بمفردك ؟؟ “
نظرت له و قلت :” ح-حسنا … هيا أعطني الأطباق “
كريس:” ههههههههههه رأيت …. هذا لأنني طويل … هذا الشيء يساعدك”
هاجين:” حسنا حسنا أيها الطويل لنذهب لمشاهدة الفلم “
جلسنا على الأريكة بجانب بعضنا .. قام كريس بإطفاء الأنوار و قمنا بتشغيل الفلم …
بعد دقيقة نظرت نحو كريس و قلت:” إ-إنه ف-فلم ر-ر-ع-ب كريس”
كريس:” و ما المشكلة …. أنت تخافين ؟؟”
تظاهرت بالشجاعة و قلت:” ط-طبعا لا … انا أحب أفلام الرعب ”
حسنا أنا لا أريد أن أعطيه سببا ليستعمله في إغاظتي ….
ما كاي لي الآن إلى أن أشهد الفلم مكرهة … أنا حقا أخاف من هذه الأفلام ….
كانت كل المشاهد مخيفة … دماء و أصوات صراخ …. كنت أشاهد بخوف إلى أن ظهر ذلك الشبح فجأة فصرخت بقوة و تمسكت بذراع كريس بجانبي و دفنت رأسي وراء ظهره ….
بقيت على تلك الحالة ثم بدأت أسترق النظر تارة نحو كريس و تارة نحو الشاشة …
على عطسي كان يشاهد الفلم باهتمام … كان كلما ظهر مشهد قتل و دماء يرسم تعابير الإشمئزاز على وجهه ….
أنا توقفت علن مشاهدة ذلك الفلم الأحمق و انصرفت إلى مراقبة وجهه …..
إنه حقا وسيم ….. فيه كل الصفات التي تتمناها أي فتاة ….. هادئ ….
كنت أتفحص ملامح وجهه باهتمام بينما كان قلبي ينبض بقوة كبيرة …. عندما أحسست بذلك وضعت يدي على قلبي ثم تمتمت :” مستحيل”
نظر كريس نحوي فوقفت و أسرعت إلى الحمام …
وقفت امام المرآة و نظرت مطولا إلى وجهي ثم انحنيت قليلا و فتحت صنبور المياه و غسلت وجهي ثم عدت إلى الإعتدال بوقفتي فأخذت قطرات الماء النازلة من وجهي طريقها نحو عنقي ثم إلى قميصي …
فكّرت:” هل أنا واقعة في حب كريس ؟؟”
قمت بمسح وجهي ثم خرجت لأجد كريس أمامي
كريس:” ما بك ؟؟؟ هل أنت بخير ؟؟”
هاجين:” طبعا بخير …. الفلم كان مخيفا جدا فلم أتحمل متابعة المشاهدة … سأذهب للنوم ….تصبح على خير”
وضع يده على رأسي و بعثر شعري و قال:” حسنا … نامي جيدا …”
هاجين:” أنا لست طفلة لتفعل هذا “
كريس:” آآسف …. هيا للنوم”
-
عيد ميلادي بعد يومين …. قريبا سأغادر ….
في الحقيقة انا لا أريد هذا … فأنا واقعة في حب كريس …. أصبحنا مقربين للغاية لدرحة ان قلبي مال له …. في الفترة الاخيرة كان يعلمني كل شيء عن الشركات و كيفية تسيير شركة
مجرد التفكير أنه بعد يومين سأبتعد عن كريس يشعرني بالحزن الشديد
-
اليوم هو عيد ميلادي …. في العادة يسعد الكثيرون بهذا اليوم … لكن أنا … العكس تماما …. في هذا اليوم سوف أبتعد عن كريس … كما أنني سأصبح مسؤولة عن شركة والدي برمتها و هذا أيضا يخيفني …
إستيقظت كعادتي في الصباح … نظرت إلى هاتفي لأرى التقويم … بعثرت شعري بإحباط و خرجت من الغرفة ….
رائحة زكية قادمة من المطبخ ؟؟ كريس لا يزال هنا ؟؟؟ من المفترض الآن أنه ذهب للعمل …
توجهت نحو المطبخ و قلت:” كريس…أمازلت هنا ؟؟ لكنك بالفعل متأخر عن عملك”
إستدار نحوي و قال:” اليوم لن أذهب للعمل”
قبل أن أستطيع النطق بأي شيء ضحكت بشدة على مظهره …
يرتدي رداء مطبخ وردي …. شعره مبعثر بشكل مضحك و زيادة على هذا هناك بقعة كاتشب على وجهه
نظر إلي بتعجب و قال:” لما الضحك ؟؟”
إقتربت نحوه دون التوقف عن الضحك إلى أن وصلت أمامه مباشرة … رفعت نفسي قليلا محاولة الوصول إلى طوله و مسحت البقعة …. بعدها نظرت إلى عينيه و شعرت كأن الكهرباء سرت في جسمي ….. لحظة من النظر إلى عينيه جعلتني أفقد وعيي … لكن سرعان ما تداركت الأمر و عدت للوراء و قلت:” لكن لما لن تذهب للشركة ؟؟”
كريس و هو يعدل شعره :” اليوم سأقضي كامل اليوم معك …. إنه عيد ميلادك ….. سنذهب إلى مدينتي الألعاب …. و في المساء ستذهبين إلى شركتك لحضور اجتماع توليك الإدارة ”
بعد سماعه شعرت بالحزن الممتزج بالفرح … سأكون قادرة على تمضية الوقت مع كريس … لكن المحزن أن هذه ستكون آخرة مرة أراه فيها …. أعلم …. سنتقابل بالمستقبل …. قد نتقابل … لكنني لن أكون بهذا القرب منه ….
تنهدت بعمق ثم ابتسمت له و قلت:” الآن سأجهز نفسي فقط 10 دقائق”
ابتسم بالمقابل إبتسامة مميتة و قال:” حسنا سأنتظرك أميرتي”
هاجين:” يااا أخبرتك من قبل أن لا تعاملني كطفلة … أنت تكبرني فقط بسنتين “
كريس:” لكنني أبقى الأوبا الخاص بك … “
هاجين:” حسنا حسنا سأذهب لأجهز نفسي “
-
بعد شهرين::
مر شهران بالفعل منذ مغادرتي شقة كريس … أنا الآن أعيش في شقة وحدي بعيدة عن أمي و عشيقها …
أنا و كريس نتواصل أحيانا …لكن هذا نادر فكلانا مشغول للغاية كما أنه كان يسافر باستمرار … كنت أشعر بالحزن الكبير لعدم قدرتي على رأيته منذ مدة طويلة جدا … لكن عملي الكثير ينسيني حزني قليلا…
لكن أنا حقا أشتاق له …. أشتاق لضحكاته … لوجهه البارد …. لتصرفاته ….. لدفئه …. لمعاملته لي كطفلة….لقد اشتقت إلى كل شيء بسيط به ….
أحبه … أكثر من نفسي …… لكن أظن أنني لن أستطيع فعل شيء حيال ذلك…
اليوم أتممت العمل بالشركة بوقت متأخر … عدت لشقتي منهكة … حتى أنني لم آكل … فقط استحممت و توجهت نحو فراشي ….
كدت أغط بنوم عميق لولا رنين الهاتف معلنا عن وصول رسالة … كانت من كريس …. مجرد رأية الإسم جعل قلبي يخفق بجنون ….
فتحت الرسالة و قرأت:
هاجين-آه … غدا عيد ميلادي … ليس هناك أحد ليقضيه معي … هل تستطيعين مرافقتي في هذا اليوم ؟؟؟ إن كنت مشغولة لا بأس أنا أتفهم ذلك ….
ابتسمت حال قراءتي لتلك الرسالة … غدا…عيد…ميلاد…كريس…
طبعا لن أفوت فرصة رأيته … بسرعة و بدون تردد كتبت :
سيدة الاعمال هاجين سوف تقوم بإفراغ جدولها للغد لمقابلة صديقها العزيز كريس في عيد ميلاده … ههههههههه لست مشغولة أستطيع القدوم طبعا …. سنلتقي في مدينة الألعاب
-
لا أعرف حقا كيف مر الليلة ….. لم أستطع النوم …. كذلك في الصباح …. لم أعرف الملابس التي علي اختيارها … كنت متوترة جدا …. أنا مشتاقة له كثيرا …. أخاف أن أظهر مشاعري أمامه فيتوقف عن الكلام معي …. لا أريد خسارته كصديق على الأقل ……
-
مر الوقت….. أنا و كريس هنا بمدينة الألعاب منذ الصباح ….. جربنا كل اللعب و أكلنا كثيرا ….
الآن إنها الساعة الثامنة …. كنت متعبة جدا من الجري هنا و هناك طوال النهار …. لقد كنا نلعب كالأطفال أنا و كريس …. كان التعب باد على وجهي لدرجة أن كريس لاحظه فقال :” أنت متعبة صحيح؟”
قلت:” في الحقيقة أجل”
كريس:” هيا إذن سأوصلك للبيت …. أنا أيضا متعب”
أومأت له بهدوء و توجهنا نحو سيارته …..
لم يكن الطريق إلى شقتي طويل جدا فوصلنا سريعا ….
نزلت من السيارة و توجهت نحو باب الشقة ثم استدرت نحو كريس و لوحت له ثم أعدت نظري نحو الباب لأفتحه و أدخل لو سماعي لصوت كريس ينادي:” لحظة”
نظرت نحوه مجددا فرأيته يفتح باب السيارة و يتوجه نحوي …..
نظرت له بحيرة لكن ما فاجأني أكثر أنه اقترب نحوي و عانقني بقوة ….
كادت عيناي تخرجان من محجريهما من الصدمة …. ما الذي يفعله بحق الجحيم ؟؟
قبل أن أتمكن من إبداء أية ردة فعل سمعته يقول:” شكرا لأنك أمضيت هذا اليوم معي …. هاجين-آه….لقد كنت حقا مشتاقا لك ….. اشتقت لك لحد الجنون …. لا أعلم ما الذي كنت سأفعلك لو لم تقبلي مرافقتي اليوم”
كلامه هذا زاد صدمتي و حيرتي …. حتى أنني لم أستطع الرد عليه …. و مرة ثانية لم يترك لي المجال لأرد … ابتعد عني قليلا ثم انحنى و قبّل جبيني و قال:” هاجين-آه أنا أحبك”
بعد سماع هذا .. وضعت يدي على فمي لكي لا أصرخ و امتلأت عيناي بالدموع و من دون شعور جعلت يدي حول جسمه و رأسي على صدره و قلت:” و أنا أيضا أحبك كريس …. أحبك لدرجة الجنون”
إبتعدت عنه فإذا به يركع أمامي على إحدى ركبتيه و يخرج صندوقا صغيرا من جيبه …
فتحه ليظهر خاتم رائع و قال:” أتتزوجينني .؟؟”
نظرت له بعدم تصديق ثم تداركت و قلت:” سأكون أغبى فتاة في العالم إن لم أقبل بك”
مددت يدي و قام بوضع الخاتم بإصبعي ثم حملني و بدأ يدور بفرح و يقول:” هاجين-آه أنت الآن فتاتي…أنت حبيبتي”
*النهاية*