أنا حقا أحبكـ .. لكن .. السؤال الذي لطالما دار في راسي ..
كيف أحببتكـ ؟؟ كيف بدأنا قصة حبنا هذه …
*********
* سوللي *
على الارجوحة المطلة على البحر كنا نجلس انا وانت .. لوحدنا … الجو جمييل
هبات النسيم الباردة تداعب شعري .. فيتبعثر وانت سرعان ما تصلحه لي بيديكـ الدافئتين ..
أنا حقا أحبكـ .. لكن .. السؤال الذي لطالما دار في راسي ..
كيف أحببتكـ ؟؟ كيف بدأنا قصة حبنا هذه …
- – – – – – — – – – – – –
* بيك هيون *
حسنا .. قد أتذكر يا جميلتي …
فهذه اللحظة من المستحيل ان تنسى من ذاكرتي .. قبل سنتين ..
عندما اتتني والدتي لتخبرني ان خادمتي .. بالاصح .. مربيتي
قد هاجرت من منزلنا .. تركتني وحيدا .. فانا كما تعلمين وحيد ابوي …
ابي طوال الوقت يتنقل من دولة …. الى دولة
وأمي تستمتع بوقتها مع صديقاتها و جيرانها … أشكـ انهما يعرفان اسمي اصلا !!
بعد علم جميع العائلة بالخبر .. قررنا قرار مهم ..
هو احضار خادمة جديدة الى المنزل … وباقل التكاليف ….
…. ذهبت لأفتح الباب بعد سماع صوت الجرس … المعلن عن وصول الخادمة
بعد ان فتحته … علامات الذهول اعتلت وجهي … لقد .. لقد كانت جميلة ..
لقد كنتي حقا جميلة …
- – – – – – – – – – – – – – – – – -
* سوللي *
بعد هذه اللحظة لم اكن اعلم بشئ …. فأنا لم ابلغ الـ18 من سني بعد …
لم اكن اعلم … كيفية المبيت معكمـ ..
كيف .. اشرب .. انام .. أكل .. كل هذا لم اكن اعلم عنه شيئا
أحسست لحظة وصولي أن الدنيا خانتني … انقلبت ضدي ..
ان حياتي انقلبت رأسا على عقب .. بدأ الظلام يتسلل اليها .. شيئا … فشيئا ..
كل ما كنت اريده هو .. ابي .. امي … اخوتي .. اشتقت اليكمـ حقا !!
بدأت كل هذه التخيلات والذكريات بالتلاشي .. بعد سماع صوت والدتكـ ..
عندها قالت بصوت عالي : يجب عليكـ احترام الوقت .. الالتزام هو من اهم قوانين العائلة .. ابداي من الان
بالتنظيف والغسيل .. والكوي .. ولا تنسي ترتيب الغرف ..
ابتسمت لها .. لا يمكنني عمل شئ اخر غير انني ابتسم للناس …
نظرت الى والدكـ .. الذي لم يعرني أي اهتمام !! .. كل ما كان يفعله .. هو النظر الى الهاتف ..
ثم اختلست النظر الى وجهكـ .. فإذا بابتسامة .. دافئة .. جعلت من الاطمئنان ان يدخل الى قلبي ..
حملت معي الشئ الطويل .. الذي يدعى بالمكنسة ..
لا تستخف بي !! فأنا لم احمله بالسابق معي .. ابدا !!
ذهبت الى التنظيف .. البيت كبير جدا .. كيف بامكاني تنظيفه وحدي .. لا استطيع
عندها احسست بشئ ثقيل .. يسحب المكنسة من يدي بقوة ..
قلت لي حينها بكل دفئ : سأساعدكـ .. أعلم انكـ لن تستطيعي تنظيف البيت لوحدكـ …
حسنا .. ربما بدأت احبكـ من هذه اللحظة ؟ّ!؟
بدأت اراقبكـ وانت تنظف البيت .. والعرق يتساقط من جبينكـ .. تبدو جميلا وانت هكذا ..
“حسنا انتهيت من التنظيف “
قلنتها بصوت مليئ بالعواطف … ابتسمت لكـ .. وشكرتكـ من كل .. قلبي ..
اعطيت اشارة بانكـ ستهم بالذهاب .. لكن سؤال في راسكـ .. اوقفكـ
” صحيح .. ما اسمكـ ؟؟ “
نظرت اليكـ .. واشرت باصبعي على نفسي .. لم يسبق لأحد ان اهتم .. بمعرفة اسمي
أجبتكـ بصوت مسموع .. ” جين ري “
اقتربت مني .. وأمسكت بي .. بقوة كبيرة .. نظرت الى عيني ..
” لا يعجبني الاسم .. يجب علي تغييره .. لا يليق بجمالكـ “
أمسكت بخصلات شعري القصيرة وهمست لي في أذني ….
” لقائنا في الحديقة .. لأخبركـ ما هو اسمكـ الجديد “
عندما خيمـ الليل على ارجاء المنزل …
نزلت من سلمـ المنزل .. خفية .. للقائكـ .. لا أعلم لمـ كنت متحمسة للغاية …
وصلت الى الحديقة .. بالتحديد … الى الارجوحة القديمة ..
التي كنت انت .. من يجلس عليها .. وضعت اشارة بانني موجودة
نظرتَ الى الوراء .. وقفت بسرعة للامساكـ بيدي .. وأجلستني بجانبكـ …
بدوت لي وكانكـ تتأمل في شكلي .. فعيناكـ كانتا تجولان في تقاسيم وجهي …
ابتسمت لي .. ثم اخرجت لي ورقة من جيبكـ .. والصقتها على جبيني ..
” اسمكـ الجديد هو .. سوللي “
ضحكت ضحكة .. كنت اجاهد بان اخفيها ..
فضحكت انت الاخر .. ثم قلت لي
” ارأيت .. لقد ضحكت أي ان الاسمـ اعجبكـ “
عندها انفجرت ضاحكة .. لأنكـ بدوت لي ظريفا جدا .. وجعلتني اضحكـ ولاول مرة منذ مجيئي الى هنا …
أخرجت ورقة من جيبكـ الاخر .. بسرعة كبيرة .. وطلبت مني تعبئة البيانات
امسكت بالقلم وبدأت بكتابة البيانات كما كنت تريد .. فجأة سحب مني القلم ….
انت من سحبه .. ضربت جبيني به .. وبدأت بتوبيخي .. كان توبيخا لطيفا نوعا ما …
” ماذا كتبت هنا .. الم اخبركـ ان اسمكـ هو سوللي وليس .جين ري !! “
اعتذرت لكـ .. وطلبت السماح والمغفرة .. كنت اريد رضاكـ لا غير ..
ربتت على كتفي بقوة .. وقلت لي ” لا بأس ” .. واحتضنتني بقوة .. احسست بالدفء
لا اعلم .. لماذا شعرت بشعور غريب جدا … ربما من هذه اللحظة بدأت احبكـ ؟ّ!؟ ..
- – – – – – – – – – – – – – – – – -
* بيك هيون *
بعد مرور شهرين تقريبا ..
يجب ان أتذكر ما حصل بعدها .. جيدا ..
طلبتي من والدتي .. يوم اجازة .. قلتي انكـ اشتقتي لعائلتكـ .. سمحت لكـ والدتي
بأن تذهبي .. لزيارتهم ..
لا انسى ملامح وجهكـ عندما سمعتِ خبر الموافقة من والدتي ..
عندما وصلتي الى البوابة .. أمسكـت بيديك .. وقلت لكي بأنني أود الذهاب معكـ
كل ماكان يشغل تفكيري تلكـ الفترة .. هو انتِ …فلا تتركيني .. ارجوكـِ ..
أمسكتي بيدي وقلت لي بصوتكـِ الناعم : هيا بنا .. سأجعلكـ تتعرف على عائلتي ..
بعد ساعتين من المشي المتواصل .. وصلنا لبوابة المنزل .. لقد كان نوعا ما .. مهجورا
ركلتِ الباب بقدميكـ .. لأنه كان من الصعب فتحه .. والغبار بدا ينتشر في الارجاء ..
دخلت الى المنزل .. ولم يكن مني الا ان لحقتكـ .. بداتِ بالصراخ عاليا ..
” امي ” .. ” ابي ” …. ” يونغ سو ” …… “هل من أحد هنا !! “
كل هذه الكلمات .. سمعتها مرارا وتكرارا …
امسكت بجسدكـِ الذي كان يرتعش من الخوف … ومسحت دموعكـِ التي كانت تشق طريقها الى وجنتيكـ ….
خرجت من المنزل .. وانا ممسكـ بكـِ .. خوفا عليكـ …
قابلتنا سيدة عجوز .. يبدو انها تقصد منزلكـِ … اقتربت من وجهكـ يا سوللي …
” اووه . انت الانسة تشوي جين ري “
لم يكن منكِ سوى ان تهزي راسكـ ايجابا …
” يؤسفني اخباركـ بهذا الخبر … أنا حقا لا اعرف كيف أبدأ … وكيف انهي كلامي …
قبل شهر تقريبا .. كان والداكـ عازمان على الذهاب للقرية .. التي كنتي موجودة فيها .. لزيارتكـ
وفي طريقهم اليكـ .. للأسف .. تعرضوا لحادث مروري … “
نظرت حينها الى وجهكـ .. لم اكن اعلم ما علي فعله .. سوى اني امسككـ منعا من سقوطكـ ..
- – – – – – – – – – – – – – – – – – – -
* سوللي *
بدأت الدنيا تتلاشى شيئا … فشيئا …
والظلام يخيم علي .. انتهى المطاف بانني سقطت على حضنكـ ..
فتحت عيني بعدها .. ووجدت نفسي في منزلكـ ..
ادرت رأسي للناحية الاخرى … ووجدتكـ نائما على الكرسي .. يبدو انكـ عانيت كثيرا لأجلي …
أنت الشخص الوحيد .. الذي وقف بجانبي عند موت عائلتي …
الشخص الوحيد الذي اعتنى بي جيدا في فترة حزني وألمي …
ربما من هذه اللحظة بدأت أحبكـ ؟ّ!؟
بعد مرور سنة ..
حان موعد انتهاء عقد العبودية … الذي كنت فيه
استلمت مالي .. وبدأت بحزم حقائبي .. للرحيل عن هذا المنزل .. الذي اعتبرته جزءا مني ..
لكني .. ابدو متضايقة كثيرا .. هناكـ شعور ما … في داخلي يمنعني من الرحيل ….
كان هذا الشعور .. يقودني الى غرفتكـ … دخلت اليها والدموع تملأ وجهي ..
” اوبا … سأغادر .. ألن تودعني ؟ “
كنت معرضا وجهكـ عني .. كانكـ تحاول تفاديني ..
أمسكت بكـ وقمت بادراتكـ نحوي .. لم أكن اعلم ماذا افعل حين … حين ..
حين رايت دموعكـ التي كانت .. اول مرة اراكـ فيها هكذا !!
مسحت دموعكـ بيدي .. وقلت لكـ ” اعدكـ باني سازوركـ مجددا “
رميت يدي بعنف شديد وصرخت عاليا بصوتكـ ” اذا كنت تريدين الذهاب فاذهبي بسرعة “
كانت اول مرة تصرخ فيها بوجهي .. لكني حملت حقيبتي .. وانصرفت من غرفته .. ومن المنزل …
- – – – – – – – – – – – – – -
* بيك هيون *
لا اعلم كيف طاوعكـ قلبكـ تركي وحيدا هنا .. كنتي الشئ الوحيد الذي يملأ اوقاتي ..
اشعر بالبهجة عند سماعي .. لصوت ضحكاتكـ ..
وكنت اشعر بالرضا عن نفسي عندما أخفف من الامكـ و احزانكـ …
كل الاحاسيس شعرت بها عندما كنت معي ..
الحزن .. الرضا .. السعادة … الغضب … البكاء .. الضحكـ و … و.. الحب
أدركت حينها بانني احبكـ .. حقا أحبكـ .. ولا يمكنني تخيل نفسي بدونكـ
ماذا افعل .. هذا حقا يقودني للجنون .. يقودني للموت والهلاكـ ..
بعد مرور يومين على هذا الحال ..
سئمت حقا من حالتي البئيسة .. لم يكن علي الا ان حزمت اغراضي .. وحقائبي
متوجها اليكـ .. أجل .. أنا في طريقي اليكـ …. سوللي … انتظريني …
أمسكت ورقة كتبت فيها …اسمكـِ … و رقم هاتفكـِ .. وصورتكـِ ..
استعديت للركوب في الحافلة .. جلست على مقعدي وانا أتأمل فيها اسمكـ وشكلكـ الجميييل …
قطعنا الان نصف المسافة … بقي القليل فقط لأراكـ …
أمسكت هاتفي لأجري مكالمة معكـ .. اشتقت لسماع صوتكـ ..
ما إن بدأت بضغط زر الرقم الاول حتى … حتى .. سمعت اصوات اناس يصرخون
ماذا يجري .. نزل الكل من الباص .. لم لا يخبرني أحدكمـ ماذا يحصل …
الباص .. لا يوجد احد … لكني بدأت اشتم رائحة غريبة كانها رائحة …. دخان !!
اندلع حريق في الباص !! .. لايوجد احد ينقذني .. كنت احاول فتح النافذة .. لكنها موصدة باحكام ..
لا يمكنني التحركـ ناحية الباب .. لان النيران تشتعل هناكـ .. ستلتهمني النيران لا محالة !!!
ادركت ان الموت قريب مني … سأموت لكن . هناك شئ علي فعله ..
بدات اتصل على رقمكـ .. احسست بشعور جميل عندما سمعت صوتكـ الناعم ” من هنا ؟ “
بدأت بالبكاء وقلت بصعوبة لكـِ … ” سوللي .. أنا احبكـ لا تنسي هذا “
واقفلت الخط سريعا … هذه اللحظة .. علمت انها النهاية .. الان سترقد روحي بسلام ..
- – – – – – – – – – – – – – – – – -
* سوللي *
بعد سماع مكالمتكـ .. علمت على الفور بانه انت .. فصوتك من المستحيل ان انساه …
لكن هناك احساس غريب كان يتملكني … صدري بدأ بالضيق ..
جلست على الاريكة … لأستريح .. قليلا ..
بعدها وصلتني مكالمة .. اسرعت بالرد عليها .. على امل بان تكون انت مجددا ّ !!
” هل انتِ الانسة تشوي سوللي ” …
” نعم انها انا .. ماذا هناكـ ؟ “
” اشعر بالاسف .. لاخباركـ بهذا … السيد بيك هيون .. تعرض لحادث مروع
نحن في مستشفى ****** “
فقدت السيطرة على نفسي .. القيت بالهاتف على الارض .. بدأت دموعي بالانهمار …
بدأت اجهش بالبكاء …
” لم كل من يكون في طريقه الي .. يموت .. لماذا ؟؟ “
بعد مرور ساعتين تقريبا .. كنت قد وصلت بالفعل الى المستشفى
كنت اراقبكـ من وراء الزجاج … اتأمل وجهكـ .. حقا لقد ذبلت .. ماذا حصل معكـ ؟ ..
خرج الطبيب من الغرفة .. تشبثت به بقوة وطلبت منه اخباري ماذا حصل ؟؟
رد علي بصوت خالي من الحنية والدفء
” لقد فعلنا المستطاع .. تعرض جسمه لحروق غير هينة .. نأمل حقا ان يستيقظ من غيبوبته “
بعد سماع هذا الكلام حاولت انا ايضا بقدر المستطاع التماسكـ ..
دخلت الى غرفتكـ .. جلست بجانبكـ … طوال الوقت وانا اردد كلمة واحدة .. اظن بانكـ تعرفها
” انا احبكـ !! “
كل يوم اقوم بزيارتكـ .. اجدد مزهرية الورد الخاصة بكـ .. افتح النافذة لكي يتسلل الهواء النقي
الى الغرفة … اقوم بتغيير مفرش سريركـ … كما لو انني والدتكـ …
لكن لا يمكنني نسيان ذلكـ اليوم بالتحديد …
دخلت الى غرفتكـ .. كالمعتاد .. جلست بجانبكـ .. اخبرتكـ بانني أحبكـ كثييرا !!
امسكـ بيدكـ … لكن فجأة .. أحسست بيدك تتحركـ .. وشفاهك تود الكلام ..
شفاهكـ حقا نطقت بصعوبة … كانت الكلمة التي سمعتها حقا مؤثرة ..
” أحبكـ ” … هل تراه حفظها من تكراري لها … ؟!؟
لا يهم الان .. تعالت اصوات ضحكاتي .. ودموعي .. قمت بمناداة الأطباء …
اخبروني .. بانه الان افاق من غيبوبته .. يمكنه العيش .. والتنفس من هواء الحياة مجددا !!
- – – – – – – – – – – – – – -
* بيك هيون *
لقد فتحت عيني الى الحياة .. اشتقت الى هوائها .. نسماتها .. وكل شئ فيها …
وقفت على رجلي مجددا .. فتحت الباب ووجدتكي امامي .. هل كنتي تنتظرينني طول هذا الوقت !!
بعدها ذهبنا الى منزلي … وجلسنا على ارجوحتنا القديمة ..
بدأت اقول لكـِ ..
” احببتكـ .. لانكـ حقا مميزة .. انت اول من جعلني احس بالاشياء التي حولي .. “
فردتيتي علي ..
” احببتكـ .. لانكـ اول من منحني اسما يناسبني … اول من جعلني احب .. واول من وقف بجانبي ايام حزني”
- – – – – – – – – – – – -
* سوللي *
عرفت الان .. كيف احببتكـ .. وكيف انتهيت …
احببتكـ من لحظة وصولي الى منزلكـ … وحبكـ لم ينتهي بل سيزيد في قلبي للأبد …
وسأبقى أحبكـ الى النهاية …..
~ النهاية ~